طه العامري ..
(3)
بوصول ( هادي) إلى السلطة وجد أمامه ترويكا الفساد والتسلط وقوى الإقطاع السياسي والقبلي ممثلة باللواء علي محسن وجماعته وحميد الأحمر وخبرته إضافة لحزب الإصلاح وكوادره ومع كل هو لا كانت قوى الانتهازية السياسية ممثلة ببقية ترويكا المشترك وكان كل هولاء إلى جانب قوى سياسية أخرى ورموز ووجاهات اجتماعية مصابون بما يمكن وصفه ( فوبيا صالح ) ..إزاء هذا الوضع لم يكن أمام ( هادي) سوأ استغلال هذه ( الفوبيا) التي يعاني منها الملتفين حوله فبدأ في استهداف صالح الذي بدوره كان يمثل أكبر الأحزاب السياسية وهو حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه ( هادي) وهو من اختاره ليكون رئيسا في ذات الوقت الذي كان يشغل منصبا حزبيا في المؤتمر بصفته نائبا لرئيس الحزب وامينا عاما له وبالتالي لم يكن ( هادي ) قادرا على مواجهة الترويكا السياسية والقبلية ورموز مراكز القوى الملتفة حوله فاتخذ من سلفه هدفا على أمل إيجاد ذريعة تمنحه إمكانية تخفيف الضغط عليه ممن التفوا حوله ممن يكنون عدا مطلق لسلفه الرئيس السابق الذي بدوره مارسه حقه الطبيعي في العملية السياسية كرئيس حزب لم يشاء أن يتخلي عن حزبه ومكاسبه خاصة وهو يرى أن الكل يستهدفه وأن الرئيس الانتقالي بدأ عاجزا عن التعامل مع تناقضات المشهد وتداخلاته فيما هناك قوى محليه واقليمية ودولية تستهدفه وتسعى للتضحية به في سبيل ارضاء قوى بذاتها وفيما أخذ الرئيس السابق صالح يدير ويسيطر على توجهات حزبه وخطابه وعلاقاته توجه( هادي) بكل ثقله نحو سلفه موظفا ( فوبيا صالح ) التي تعاني منها الترويكا الملتفة حوله وكان هادي يهدف من وراء هذا السلوك _ أولا _ ارضاء من حوله وكسب ولائهم و _ ثانيا _ كسب ولاء وثقة أطراف إقليمية ودولية فاعلة ومؤثرة بالقرار السياسي اليمني وتبعاته وتوجهاته ..هذا من ناحية ومن الأخرى سعى. ( هادي ) وبناء على نصائح إقليمية ودولية إلى استمالة جماعة ( أنصار الله ) ليكونوا عامل توازن بيده لمواجهة نفوذ حزب الإصلاح ونفوذ كل من علي محسن وحميد الأحمر داخل مفاصل السلطة والمجتمع خاصة بعد أن سعى حزب الإصلاح وكل من علي محسن وحميد الأحمر إلى تكريس نفوذهم داخل مفاصل السلطة باعتبارهم الأوصياء على الوطن والسلطة والرئيس هادي وجميعنا عشنا فترة تولي هادي وما حدث مباشرة بعد توليه السلطة من اختلالات أمنيه وانفلات تمثل بظاهرة الاغتيالات التي طالت العديد من ضباط الدخليه وجهازي الأمن السياسي والأمن القومي وشخصيات سياسية مؤثرة وايضا ما حدث داخل المؤسسة العسكرية وأبرزها ظاهرة سقوط الطائرات العسكرية في سماء العاصمة ولم يكن أمام ( هادي) سوأ تبرير عجزه في أحكام السيطرة سوأ توجيه الاتهام لسلفه واعتباره سبب عجزه في أحكام السيطرة على المؤسستين الأمنية والعسكرية في وقت لم يكن هناك من مؤسسات عسكرية سوأ بقايا ألوية من الحرس الجمهوري فيما الأجهزة الأمنية كانت خاضعة لسلطة علي محسن وسطوة حزب الإصلاح ..؟!!
سعى هادي إلى هيكلة بقايا جيش كان وبقايا أجهزة أمنيه واستبدل قادة ألوية وقادة الأجهزة الأمنية وعزل معظم كوادر المؤتمر من وظائفهم واستبدلهم باخرين ..حدث هذا فيما كانت فعاليات مؤتمر الحوار الوطني تتواصل ومن أبرز مخرجاتها التي أضعفت هادي والسلطة هما أقدام الرئيس هادي على تقديم الاعتذار رسميا عن ( حروب صعده وحرب صيف 94م في الجنوب ) لست ضد الاعتذار لكني ضد التوقيت _ أولا _ ثم ضد التوظيف السياسي الذي حدث لاحقا على ضوء اعتذارات هادي الذي أضعف سلطته وأسقط هيبة سلطة هشة فاتحا الباب أمام صراعات خفية متعددة الدوافع والأهداف والغايات وهو الصراع الذي أدى إلى مغادرة هادي العاصمة صنعاء هاربا بعد تطور الصراع واتخاذه مسارات البحث عن الذات لدى جميع المكونات السياسية ..وقد سعى هادي بعد اصطدامه بسلفه الرئيس السابق الذي اتخذ من استهدافه ذريعة لكسب ود الإصلاح ومراكز القوى الملتفة حوله ثم حاول استغلال جماعة أنصار الله للتخفيف من ضغط الإصلاح ولكنه للأسف وجد نفسه أشبه بذلك المشعوذ الذي أحضر الجن ثم فشل في صرفهم ..؟!
يتبع غدا
تنويه :
( على كل متابع لي ولديه ملاحظات الانتظار حتى أكمل الحلقات ثم توجيه كل ملاحظاته التي اتقبلها كيفما كانت ومهما كانت ..الكاتب )
 
Top